هوة السر فى يعرف مصطلح الطّبيعة بمفهومه الواسع بأنّه العالم الطّبيعي أو ما يسمّى الكون الفيزيائي، أو عالم المادّة، كما أنّه يشير أيضاً بشكل عام إلى الحياة بعمومها. كما أنّ هذا المصطلح لا يتضمّن ما هو مصنّع إنسانيّاً، إنّما يشير إلى ظواهر نعلم أنّها تحدث بالشّكل الطّبيعي في هذا الكون. كما أنّه وبنفس الوقت يفارق فوق الطّبيعي الّذي يمثل الخارق وغير المفهوم، وكلّ ما هو متعلّق بما وراء الطّبيعة أو الميتافيزيقيا. يشمل المجال الطّبيعي مجالات مختلفة من تحت الذرّة إلى المجرّات، والفضاء الشّاسع، كما أنّ الطّبيعة مصطلح نستخدمه لأنّه تعبير مهذّب غامض يحلّ في كثير من الأحوال في الخطاب الفلسفي الغربي (والعربي) محل كلمة «المادّة». وإضافةً إلى ذلك، إنّ الطبيعة هي عالم آخر، وكون آخر ينقلك إلى عالم النّقاء والصّفاء، تتنفّس بنقاء فتشعر وكأنّك بدأت تتنفّس برئة جديدة، وأنّك دخلت حياة جديدة، والطّبيعة صنعت شعراءً وكتّاباً، وصنعت منهم كلمات بسبب الجمال التي تتكّون منه، الجمال الّذي خلقه سبحانه وتعالى والتغزّل به، كما أنّها تثبت وجود الله عزّ وجل وقدرته الإبداعيّة على الخلق. ومفهوم الطّبيعة مفهوم محوريّ في الخطاب الفلسفيّ الغربيّ الّذي يحدِّد السّمات الأساسيّة للطّبيعة كما يلي: هذه القوانين حتميّة لا غاية لها، ولا تخضع لأيّة قيم متجاوزة خاضعة لقوانين ماديّة آلية، كامنة فيها، وتدفعها من داخلها. الطّبيعة قديمة، وواحدة، وشاملة وبسيطة لا انقطاع فيها ولا فراغات. لا يوجد ثبات في الطّبيعة، فكلّ شيء في حالة تغيُّر مستمر. الطّبيعة لا تكترث بالإنسان ولا بخصوصيّته أو تميُّزه، أو أفراحه أو أتراحه، أو غاياته أو حضارته أو تاريخه، فالإنسان هو جزء لا يتجزّأ منها، يُرَدُّ إليها، ويمكن تفسيره في كليّته بالعودة إلى قوانينها. بعد هذا الكلام يمكن القول بأنّ: الطّبيعة علّة ذاتها ومكتفية بذاتها وتُدرَك بذاتها، وهي مستوى الواقع الوحيد، ولا يوجد أيّ شيء وراءها متجاوزاً لها، ومن ثمّ فالإنسان نفسه يمكن تفسيره بالعودة لقوانين الطبيعة. الصّفات السّابقة هي أهم صفات المادّة (بالمعنى الفلسفي)، ومن هنا أشرنا إلى «الطبيعة» بأنها «الطبيعة/المادة»، وإلى «القانون الطبيعي» باعتباره «القانون الطبيعي/المادي»، ومن الاستخدامات المتنوّعة لكلمة "الطّبيعة" ممّا يعني أنواعًا متعدّدة من النّباتات الحيّة والحيوانات. وتعني أحياناً الطّبيعة إلى العمليّات المرتبطة بالأشياء غير الحيّة؛ مثل: الطقس، وسمات جيولوجيا الأرض، أو المادة والطّاقة الّتي تتكوّن منها هذه الأشياء . الطقس هو جزء من الطّبيعة، ووجود الطّقس مرتبط جدّاً بوجود الطّبيعة، فكيف يمكننا الاستمتاع بالطبيعة من دون معرفة الطّقس، فهنالك مناظر خلابة زادها جمالها برودتها؛ كمناطق القطب الشّمالي من الكرة الأرضيّة . من المعتاد أن تعني كلمة الطّبيعة إلى البيئة الطّبيعيّة الّتي تضمّ الحيوانات البريّة والصّخور والغابات والشّواطئ والأنهار والشلّالات، بالإضافة إلى معدّلات الحرارة بكلّ منطقة . يدلّ مفهوم الطّبيعة على الأشياء الطبيعيّة أمّا الاصطناعي، هو الذي جاء إلى الوجود عن طريق تدخّل الفكر البشري أو العقل البشري، وإضافة إلى ذلك إنّ الأيدي البشريّة قد عطّلت الكثير من الأمور الطبيعيّة في الكرة الأرضيّة مثل: طبقة الأوزون الّتي يزيد الثّقب فيها كلّ يوم بسبب التصرّفات الخاطئة من قبل البشر وسكّان الأرض، والتلوّث البيئي الّذي يزداد بسبب الأيدي البشريّة، والأمور الاصطناعيّة بشكل عام لها آثار سلبيّة بيئيّة تزيد من تشكّل الخطر !.
الخميس، 12 نوفمبر 2015
0 تعليقات بلوجر
Disqus